صفحة جزء
27 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"أنا فرطكم على الحوض" [ ص: 172 ] .

قال: حدثناه إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل مؤدب آل [أبي] عبيد الله، عن عبد الملك بن عمير، قال: سمعت جندب بن سفيان، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أنا فرطكم على الحوض".

وقال بعضهم: جندب بن عبد الله، وهو هذا.

قال الأصمعي : الفرط والفارط: المتقدم في طلب الماء، يقول: أنا أتقدمكم إليه.

ويقال: منه: فرطت القوم فأنا أفرطهم، وذلك إذا تقدمهم ؛ ليرتاد لهم الماء، ومن هذا قولهم في الدعاء في الصلاة على الصبي [الميت] : اللهم اجعله لنا فرطا: أي أجرا متقدما، [و] قال الشاعر:


فأثار فارطهم غطاطا جثما أصواته كتراطن الفرس

[ ص: 173 ] يعني أنه لم يجد في الركية ماء، إنما وجد غطاطا، وهو القطا، وجمع الفارط فراط، قال القطامي:


فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا     كما تعجل فراط لوراد

[و] قال أبو عبيد: يقال: صحاب وصحابة وصحبة وصحب، فإذا كسرت الصاد فلا هاء فيه. ويقال: أفرطت الشيء: [أي] نسيته [وأخرته] ، قال الله تبارك وتعالى - : وأنهم مفرطون

وفرط الرجل في القول: [إذا تعجل] ، قال الله [ - تبارك وتعالى] : إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى

التالي السابق


الخدمات العلمية