صفحة جزء
29 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رجلا أتاه، فقال: "يا رسول الله! تخرقت عنا الخنف، وأحرق بطوننا التمر" [ ص: 176 ] .

قال: حدثناه أبو معاوية عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، رفعه.

[قال أبو عبيد] : وقد خولف أبو معاوية في إسناده في داود بن أبي هند، عن رجل آخر يقال: إنه طلحة بن عبيد الله بن كريز، وطلحة رجل من خزاعة.

قال الأصمعي: الخنف واحدها خنيف، وهو جنس من الكتان أردأ ما يكون منه، قال الشاعر يذكر طريقا:


علا كالخنيف السحق يدعو به الصدى له قلب عفى الحياض أجون

ويروى

.. . . . . . . . . . .     له قلب عادية وصحون

يعني الطريق شبهه بالخنيف: أي علا طريقا كالخنيف. والسحق: الخلق من الثياب.

ومنه قول "عمر": "من زافت عليه دراهمه، فليأت به السوق، فليقل: من يبيعني بها سحق ثوب أو كذا وكذا؟ ولا يخالف الناس عليها أنها جياد" [ ص: 177 ] .

وقال أبو زبيد [الطائي] :


وأباريق شبه أعناق طير الما     ء قد جيب فوقهن خنيف

يعني الفدام الذي تفدم به الأباريق، [و] قوله: [قد] جيب شبهه بالجيب.

ومن الفدام حديث "بهز".

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنكم مدعوون يوم القيامة مفدمة أفواهكم بالفدام" [ ص: 178 ] .

يعني أنهم منعوا الكلام حتى تكلم أفخاذهم، فشبه ذلك بالفدام الذي يشد [به] على الفم.

قال أبو عبيد: وبعضهم يقول: الفدام - بالفتح - ووجه الكلام الفدام - بكسر الفاء - . وفي الحديث: "ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه ويده".

التالي السابق


الخدمات العلمية