صفحة جزء
303 - قال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان يقول: "اللهم إني أسألك غناي وغنى مولاي" [ ص: 591 ] .

قال: حدثنيه "يحيى بن سعيد" و"يزيد" عن "يحيى ابن سعيد" عن "محمد بن يحيى بن حبان" عن عمه واسع [بن حبان] يرفعه.

قال "أبو عبيد ": قوله: "غنى مولاي ": المولى عند كثير من الناس هو ابن العم خاصة.

وليس هو هكذا. ولكنه الولي، فكل ولي للإنسان فهو مولاه، [ ص: 592 ] مثل الأب، والأخ، وابن الأخ، والعم، وابن العم، وما وراء ذلك من العصبة كلهم.

ومنه قوله - عز وجل - : وإني خفت الموالي من ورائي

ومما يبين ذلك: أن المولى كل ولي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فنكاحها باطل" [ ص: 593 ] .

أراد بالمولى الولي.

وقال الله [ - تبارك وتعالى - ] : يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا

أفتراه إنما عنى ابن العم خاصة، دون سائر أهل بيته؟

وقد يقال للحليف أيضا: مولى، قال "النابغة الجعدي ":


موالي حلف لا موالي قرابة ولكن قطينا يسألون الأتاويا

[ ص: 594 ] الأتاوي: جمع إتاوة، وهي الخراج.

التالي السابق


الخدمات العلمية