صفحة جزء
36 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال للأنصارية، وهو يصف لها الاغتسال من المحيض: "خذي فرصة ممسكة، فتطهري بها" [ ص: 191 ] . فقالت "عائشة" أم المؤمنين: يعني تتبعي بها أثر الدم.

قال: حدثناه عبد الرحمن، عن أبي عوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة أنها ذكرت نساء الأنصار، فأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن، فشققنها، فجعلن منها خمرا ، وأنه دخلت منهن امرأة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته عن الاغتسال من المحيض، ثم ذكر الحديث [ ص: 192 ] .

قال الأصمعي: الفرصة: القطعة من الصوف أو القطن أو غيره، وإنما أخذ من فرصت الشيء: أي قطعته، ويقال للحديدة التي تقطع بها الفضة مفراص؛ لأنها تقطع، وأنشد الأصمعي للأعشى:


وأدفع عن أعراضكم وأعيركم لسانا كمفراص الخفاجي ملحبا

يعني بالملحب كل شيء يقشر ويقطع [اللحم، والخفاجي: رجل من بني خفاجة] .

التالي السابق


الخدمات العلمية