صفحة جزء
37 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دخل عليه عمر [رضي الله عنه] . فقال: يا رسول الله: لو أمرت بهذا البيت فسفر [ ص: 193 ] [قال] : وكان في بيت فيه أهب وغيرها.

قال الأصمعي: قوله: سفر: يعني كنس.

ويقال: سفرت البيت وغيره: إذا كنسته، فأنا أسفره سفرا.

ويقال للمكنسة: المسفرة.

قال: ومنه سمي ما سقط من الورق: السفير؛ لأن الريح تسفره: أي تكنسه، قال "ذو الرمة":


وحائل من سفير الحول جائله حول الجراثيم في ألوانه شهب

[ ص: 194 ] ويروى:


وحائل من سفير الحول حائله

يعني الورق، وقد حال: تغير لونه وابيض، والجائل: ما جال بالريح فذهب وجاء، والجراثيم: كل شيء مجتمع، والواحدة جرثومة.

قال أبو عبيد: وقد تكون الجرثومة أصل الشيء.

منه الحديث المرفوع:

قال: حدثناه عفيف بن سالم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، يرفعه، قال:

"الأزد جرثومة العرب، فمن أضل نسبه فليأتهم".

قال أبو عبيد (: وقد روي في الأهب حديث آخر: "أن عمر دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت أهب عطنة " [ ص: 195 ] .

وهي الجلود، واحدها إهاب. والعطنة: المنتنة الريح، وجاء في حديث آخر: أنه دخل عليه، وعنده أفيق".

والأفيق: الجلد الذي لم يتم دباغه، وجمعه أفق.

يقال: أفيق وأفق مثل أديم وأدم، وعمود وعمد، وإهاب وأهب.

قال: ولم نجد في الحروف فعيلا ولا فعولا يجمع على فعل إلا هذه الأحرف.

[و] : إنما تجمع على فعل مثل: صبور وصبر، [وشكور وشكر] .

التالي السابق


الخدمات العلمية