صفحة جزء
388 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"إنما هو جبرئيل وميكائيل كقولك: عبد الله وعبد الرحمن" [ ص: 82 ] قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "إسماعيل بن رجاء" عن "عمير" مولى "ابن عباس" [ عن "ابن عباس"] قال: "إنما هو جبرئيل وميكائيل، كقولك عبد الله وعبد الرحمن".

وغير "أبي معاوية" يرفعه، ولم يرفعه. "أبو معاوية".

قال "الأصمعي": معنى "إيل" معنى الربوبية، فأضيف "جبر" و"ميكا" إليه.

[فقال: جبرئيل وميكائيل] [ ص: 83 ] .

وقال "أبو عمرو": جبر: هو الرجل: قال "أبو عبيد": فكأن معناه: عبد إيل رجل إيل مضاف إليه. فهذا تأويل قوله: عبد الرحمن وعبد الله.

قال: حدثني "عفان بن عبد الوارث" عن "إسحاق بن سويد" عن "يحيى بن يعمر" أنه كان يقروها "جبرإل" ويقول: جبر هو عبد، وإل هو الله.

قال: وحدثني "عبد الرحمن بن مهدي" و"الأشجعي" عن "سفيان" عن "ابن أبي نجيح" عن "مجاهد" في قوله: عز ذكره - : لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة إلا، قال: الله [ ص: 84 ] .

قال: وحدثنا "إسماعيل بن مجالد" عن "بيان" عن "الشعبي" في قوله:

لا يرقبون في مؤمن إلا .

قال: الإل: إما الله، وإما كذا وكذا، أظنه قال: العهد.

قال "أبو عبيد": ويروى عن "ابن إسحاق" أن وفد "بني حنيفة" لما قدموا على "أبي بكر" [رضي الله عنه] بعد مقتل "مسيلمة" ذكر لهم "أبو بكر" قراءة "مسيلمة" فقال: إن هذا الكلام لم يخرج من "إل".

قال "أبو عبيد": كأنه يعني الربوبية [ ص: 85 ] .

قال: والإل في غير هذين الموضعين القرابة، وأنشد لحسان [ابن ثابت الأنصاري] :


لعمرك إن إلك في قريش كإل السقب من رأل النعام

قال "أبو عبيد": فالإل ثلاثة أشياء: الله - جل ثناؤه - ، والعهد، والقرابة.

التالي السابق


الخدمات العلمية