صفحة جزء
401 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - حين تكلم الرجل خلفه في الصلاة.

قال الرجل: "فبأبي هو وأمي ما كهرني ولا شتمني".

قال: حدثنا: "إسماعيل بن إبراهيم" عن "الحجاج بن أبي عثمان" عن "يحيى بن أبي كثير" عن "هلال بن أبي ميمونة" عن "عطاء بن يسار" عن "معاوية بن الحكم السلمي" قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطس بعض القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، وجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، قلت: واثكل أمياه ما لكم تصمتونني؟ لكني سكت.

فلما قضى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] صلاته، [ ص: 114 ] فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله، ولا بعده كان أحسن تعليما منه ما ضربني ولا شتمني، ولا كهرني" قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي للتسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن". أو كالذي قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] .


قال "أبو عمرو": وقوله: "ولا كهرني" الكهر: الانتهار.

يقال منه: كهرت الرجل فأنا أكهره كهرا.

وقال "الكسائي": وفي قراءة عبد الله [بن مسعود] " [ ص: 115 ] :

"فأما اليتيم فلا تكهر" قال "أبو عبيد": والكهر في غير هذا ارتفاع النهار. ومنه قول "عدي بن زيد":


فإذا العانة في كهر الضحى [معها أحقب ذو لحم زيم]

[العانة: حمر الوحش] .

التالي السابق


الخدمات العلمية