صفحة جزء
407 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع" [ ص: 129 ] .

قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر" عن "عبد الله بن دينار" عن "ابن عمر" [عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - ] .

قال: وحدثنا "هاشم بن القسم" عن "عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة" عن "عبد الله بن دينار" عن "ابن عمر" عن "النبي" [صلى الله عليه وسلم] قال "يجيء كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا" [ ص: 130 ] .

وفي أحد الحديثين "أقرع".

قال "أبو عمرو": هو ههنا الذي لا شعر على رأسه.

وقال غير "أبي عمرو": الشجاع: الحية، وإنما سمي [شجاعا] أقرع; لأنه يقري السم ويجمعه في رأسه حتى يتمعط منه شعره، قال الشاعر يذكر حية ذكرا:


قرى السم حتى انماز فروة رأسه عن العظم صل فاتك اللسع مارده

وفي حديث آخر: "شجاعا أقرع له زبيبتان" [ ص: 131 ] .

وهما النكتتان السوداوان فوق عينيه، وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه.

ويقال في الزبيبتين: إنهما الزبدتان اللتان تكونان في الشدقين. إذا غضب الإنسان، أو أكثر من الكلام حتى يزبد.

قال [أبو عبيد] وحدثني شيخ من أهل العلم عن "أم غيلان بنت جرير بن الخطفي" أنها قالت: ربما أنشدت أبي حتى يزبب شدقاي، قال الراجز:


إني إذا مازبب الأشداق




وكثر الضجاج واللقلاق




ثبت الجنان مرجم وداق

[ ص: 132 ] اللقلاق: الصوت.

قال "أبو عبيد": وهذا التفسير عندنا أجود من الأول.

قال "أبو عمرو": وأما قولهم: ألف أقرع، فهو التام.

التالي السابق


الخدمات العلمية