صفحة جزء
414 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" [ ص: 145 ] .

قال: حدثناه "غندر" عن "شعبة" عن "عمرو بن مرة" عن "أبي البختري" . . . قال: حدثني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم. يقول: "لا يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم".

قال "أبو عبيدة" يقول: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم.

وفيه لغتان، يقال: أعذر الرجل إعذارا: إذا صار ذا عيب وفساد، وكان بعضهم يقول: عذر يعذر بمعناه، ولم يعرفه "الأصمعي".

قال "أبو عبيد": ولا أرى هذا أخذ إلا من العذر يعني [أن] يعذروا من أنفسهم، فيستوجبوا العقوبة، فيكون لمن يعذبهم [إذا الحجة و] العذر في ذلك [ ص: 146 ] .

وهو كالحديث الآخر: "لن يهلك على الله إلا هالك".

قال: "أبو عبيد": ومنه قول "الأخطل":


فإن تك حرب ابني نزار تواضعت فقد عذرتنا في كلاب وفي كعب

ويروى: "أعذرتنا" أي فقد جعلت لنا عذرا فيما صنعنا.

ومنه قول الناس: من يعذرني من فلان".

قال "أبو عبيد" ومنه قولهم:


عذير الحي من عدوا     ن كانوا حية الأرض [ ص: 147 ]

ومنه قولهم:

عذيرك من خليلك من مراد

[قال "أبو عبيد"] : ويقال في غير هذا المعنى: أعذرت في طلب الحاجة: إذا بالغت فيها. وعذرت: إذا لم تبالغ.

وأعذرت الغلام وعذرته لغتان، ومعناهما الختان.

وعذرته: إذا كانت به العذرة، وهو وجع في الحلق فغمزته.

التالي السابق


الخدمات العلمية