صفحة جزء
416 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 150 ] :

"اتقوا النار ولو بشق تمرة، ثم أعرض وأشاح".

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "خيثمة" عن "عدي بن حاتم" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 151 ] .

قال "أبو عبيدة": قوله: "وأشاح"، يعني حذر من الشيء، وعدل عنه، وأنشدنا:


[إذا سمعن الرز من رباح] شايحن منه أيما شياح



ويقال، في غير هذا: قد أشاح: إذا جد في قتال أو غيره.

قال "أبو عبيد" قال "أبو النجم" في الجد يذكر العير والأتن:

قبا أطاعت راعيا مشيحا

لا منفشا رعيا ولا مريحا [ ص: 152 ] يقول: إنه جاد في طلبها وطردها. والمنفش الذي يدعها ترعى ليلا بغير راع، يقول: فليس هذا الحمار كذاك، ولكنه حافظ لها، قال "عبيد بن الأبرص":


قطعته غدوة مشيحا     وصاحي بازل خبوب

يعني جادا.

وأنشد "أبو عبيدة" ["لأبي ذؤيب"] :


بدرت إلى أولاهم فوزعتهم     وشايحت قبل اليوم إنك شيح

يعني الجد في القتال.

قال "أبو عبيد": وقد يكون معنى حديث النبي - صلى الله عليه [ ص: 153 ] وسلم - حين أعرض وأشاح أنه الحذر كأنه كان ينظر إلى النار حين ذكرها، فأعرض لذلك.

ويكون أنه أراد الجد في كلامه.

والأول أشبه بالمعنى.

التالي السابق


الخدمات العلمية