صفحة جزء
420 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم" [ ص: 159 ] .

قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر" عن "محمد بن عمرو" عن "أبي سلمة" عن "أبي هريرة".

و عن "العلاء بن عبد الرحمن" عن " أبيه" عن "أبي هريرة".

أو بأحد هذين الإسنادين عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - . قال "الكسائي": قوله: "بيد" يعني: غير أنا أوتينا الكتاب من بعدهم. فمعنى "بيد" معنى "غير" بعينها.

وقال "الأموي": "بيد" معناها "على"، وأنشدنا لرجل يخاطب امرأة:


عمدا فعلت ذاك بيد أني إخال لو هلكت لم ترني

[ ص: 160 ] يعني من الرنين يقول: على أني إخال ذاك.

[قال "أبو عبيد"] : وفيه لغة أخرى: "ميد" بالميم، والعرب تفعل هذا، تدخل الميم على الباء، والباء على الميم كقولك: أغمطت عليه الحمى وأغبطت.

وقولهم: سبد رأسه وسمده، وهذا كثير في الكلام.

وأخبرني بعض الشاميين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [ ص: 161 ] :

"أنا أفصح العرب ميد أني من "قريش" ونشأت في "بني سعد ابن بكر".

وفسره: أي من أجل.

وبعض المحدثين يحدثه بأيد أنا أعطينا الكتاب من بعدهم يذهب [به] إلى القوة، وليس له ها هنا معنى نعرفه.

قال "أبو عبيد": وهذه الأقوال كلها بعضها قريب من بعض في المعنى مثل "غير" و"على".

التالي السابق


الخدمات العلمية