صفحة جزء
422 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"من تعزى بعزاء الجاهلية، فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا"

قال: حدثناه "مروان بن معاوية [الفزاري"] عن "عوف" عن "الحسن" عن "عتي بن ضمرة السعدي" عن "أبي بن كعب" أنه سمع رجلا قال: يال فلان: !

فقال له: اعضض بهن أبيك، ولم يكن [ ص: 164 ] .

فقالوا له: يا أبا المنذر: ما كنت فحاشا، فقال: إني سمعت رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يقول: "من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا".


قال "الكسائي": قوله: "تعزى يعني: انتسب، وانتمى كقولهم: يال فلان ويال بني فلان، قال "الراعي":


فلما التقت فرساننا ورجالهم دعوا يال كلب واعتزينا لعامر

وقال "بشر بن أبي خازم [الأسدي] ":


نعلو القوانس بالسيوف ونعتزي     والخيل مشعرة النحور من الدم [ ص: 165 ]

يقال منه: عزوت الرجل وعزيته: إذا نسبته، وكذلك كل شيء نسبته إلى شيء، فهو مثله، وإن كان في غير الناس.

قال "أبو عبيد": وأخبرني "يحيى بن سعيد" عن "ابن جريج" أن "عطاء" حدثه بحديث.

قال: فقلت "لعطاء" أتعزيه إلى أحد، يعني: أتسنده إليه، وهو مثل النسبة.

ومن هذا قوله: من لم يتعز بعزاء الله، فليس منا.

يقول: من استغاث، فقال: يا للمسلمين، فهذا عزاء الإسلام. [قال] : ويقال: كنيت الرجل وكنوته لغتان.

قال: وسمعت من "أبي زياد" ينشد "الكسائي":


وإني لأكنو عن قذور بغيرها     وأعرب أحيانا بها فأصارح [ ص: 166 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية