صفحة جزء
432 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - .

"لا تبادروني بالركوع والسجود، فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت [ ص: 188 ] .

ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني إذا رفعت; إني قد بدنت.


قال "أبو عبيد": وهذا الحديث حدثني به "يحيى بن سعيد القطان" عن "ابن عجلان" عن "محمد بن يحيى بن حبان" عن "ابن محيريز" عن "معاوية" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 189 ] قال: وحدثناه "هشيم" عن "يحيى بن سعيد" عن "محمد ابن يحيى" يرفعه.

قال "هشيم" "بدنت" ولا أدري كيف قال "يحيى"؟ قال "الأموي": هو [قد] بدنت يعني كبرت، وأسننت.

يقال: بدن الرجل تبدينا: إذا أسن، وأنشد [للكميت] :


وكنت خلت الشيب والتبدينا والهم مما يذهل القرينا



قال "أبو عبيد": ومما يحقق هذا المعنى الحديث الآخر: "أنه كان يصلي بعض صلاته [بالليل] جالسا، وذلك بعد ما حطمته السن [ ص: 190 ] وفي حديث آخر بعد ما حطمتموه.

وهذا يروى عن "عائشة" في "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

قال "أبو عبيد": وأما قول "هشيم" قد بدنت، فليس لهذا معنى إلا كثرة اللحم، وليست صفته [صلى الله عليه وسلم] فيما يروى عنه هكذا.

إنما يقال في نعته: رجل بين الرجلين جسمه ولحمه.

قال: هكذا حدثني "الفزاري" عن "عوف" عن "يزيد الفارسي" عن "ابن عباس" [ ص: 191 ] .

قال "أبو عبيد": والأول أشبه بالصواب [في بدنت] والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية