صفحة جزء
438 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - : أنه بعث سرية، فنهى فيها عن قتل العسفاء والوصفاء.

قال: حدثناه "إسماعيل" عن "أيوب" قال: حدثني [ ص: 202 ] رجل عن أبيه، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية كنت فيها، فنهى عن قتل العسفاء والوصفاء".

قال "أبو عمرو": العسفاء: الأجراء، والواحد عسيف.

ومنه الحديث الآخر: "أن رجلين اختصما إليه، فقال: أحدهما: إن ابني كان عسيفا على هذا، وأنه زنى بامرأته" يعني كان أجيرا [ ص: 203 ] .

قال: وأما الأسيف في غير هذا الحديث فإنه العبد.

قال "أبو عبيد": والأسيف أيضا في غير هذا السريع الحزن والبكاء.

ومنه حديث "عائشة" [رحمها الله] حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أبا بكر" أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه، فقالت: "إن "أبا بكر" رجل أسيف ومتى يقم مقامك لا يقدر على القراءة.

والأسوف مثل الأسيف.

وأما الأسف، فهو الغضبان المتلهف على الشيء، قال الله - جل ثناؤه - : ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا [ ص: 204 ] .

ويقال من هذا كله: قد أسفت آسف أسفا.

التالي السابق


الخدمات العلمية