صفحة جزء
448 - وقال "أبو عبيد"; في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"أنه نهى عن المكاعمة والمكامعة" [ ص: 224 ] .

قال: حدثنيه "أبو النضر" عن "الليث بن سعد" عن "عياش ابن عباس" رفعه.

وذكر غيره بعض هذا الحديث.

قال غير واحد: أما المكامعة فأن يلثم الرجل صاحبه، أخذه من كعام البعير، وهو أن يشد فمه إذا هاج.

يقال منه: كعمته أكعمه كعما، فهو مكعوم، وكذلك. كل مشدود الفم فهو مكعوم، قال "ذو الرمة" يصف الفلاة:


[بين الرجا والرجا من جنب واصية] يهماء خابطها بالخوف مكعوم [ ص: 225 ]

يقال منه: قد شد الخوف فمه، فمنعه من الكلام، فجعل "النبي" - صلى الله عليه وسلم - اللثام حين يلثمه بمنزلة ذلك الكعام.

وأما قوله: المكامعة، فهو أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد أخذه من الكميع والكمع، وهو الضجيع.

ومنه قيل لزوج المرأة هو كميعها، قال "أوس بن حجر" يذكر أزمة في شدة البرد:


وهبت الشمأل البليل وإذ     بات كميع الفتاة ملتفعا

وقال "البعيث":


لما رأيت الهم ضاف كأنه     أخو لطف دون الفراش كميع [ ص: 226 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية