صفحة جزء
451 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما فليصل" [ ص: 235 ] .

قال: حدثناه "ابن علية" و"يزيد" كلاهما عن "هشام بن حسان" عن "ابن سيرين" عن "أبي هريرة" عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - .

قالا: قوله: "فليصل" يعني يدعو لهم بالبركة والخير.

قال "أبو عبيد": وكذلك كل داع، فهو مصل، وكذلك هذه الأحاديث التي جاء فيها ذكر صلاة الملائكة، كقوله: "الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة حتى يمسي".

وحديثه: "من صلى على النبي [ - صلى الله عليه وسلم - ] صلاة صلت عليه الملائكة عشرا" [ ص: 236 ] .

وهذا في حديث كثير، فهو كله عندي الدعاء، ومثله في الشعر في غير موضع، قال "الأعشى":


وصهباء طاف يهوديها وأبرزها وعليها ختم

    وقابلها الريح في دنها
وصلى على دنها وارتسم

يقول: دعا لها بالسلامة والبركة، يصف الخمر.

وقال أيضا:


- تقول بنتي وقد قربت مرتحلا     يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا


عليك مثل الذي صليت فاغتمضي     نوما فإن لجنب المرء مضطجعا [ ص: 237 ]

يقول: ليكن لك مثل الذي دعوت لي به.

قال "أبو عبيد": وأما حديث "ابن أبي أوفى" أنه قال أعطاني أبي صدقة ماله فأتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:

"اللهم صل على آل أبي أوفى".
فإن هذه الصلاة عندي الرحمة.

ومنه قول الله [ - عز وجل - ] : إن الله وملائكته يصلون على النبي فهو من الله رحمة، ومن الملائكة دعاء [ ص: 238 ] ومنه قولهم: "اللهم صل على محمد".

قال: فالصلاة ثلاثة أشياء: الرحمة والدعاء والصلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية