صفحة جزء
459 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - في الإهلال بالحج:

قال: حدثنيه "إسماعيل بن جعفر" و"يحيى بن سعيد" عن "جعفر بن محمد" عن " أبيه" عن "جابر [بن عبد الله] عن "النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قال "الأصمعي" وغيره: الإهلال: التلبية، وأصل الإهلال [رفع] الصوت، وكل رافع صوته، فهو مهل [ ص: 262 ] .

قال "أبو عبيد": وكذلك قول الله - جل ثناؤه - في الذبيحة: وما أهل به لغير الله هو ما ذبح للآلهة، وذلك لأن، الذابح يسميها عند الذبح، فذلك هو الإهلال، وقال "النابغة الذبياني" يذكر درة أخرجها الغواص من البحر، فقال:


أو درة صدفية غواصها بهج متى يرها يهل ويسجد

يعني بإهلاله رفعه صوته بالدعاء والتحميد لله [ - عز وجل - ] إذا رآها.

وكذلك الحديث في استهلال الصبي أنه إذا ولد لم يرث ولم يورث حتى يستهل صارخا [ ص: 263 ] .

قال "أبو عبيد": فالاستهلال: هو الإهلال.

وإنما يراد من هذا الحديث أن يستدل باستهلاله على حياته; ليعلم أنه سقط حيا، فإذا لم يصح، [ولم يسمع رفع صوته] وكانت علامة أخرى يستدل بها على حياته من حركة يد، أو رجل، أو طرفة بعين فهو مثل الاستهلال، قال "ابن أحمر":


يهل بالفرقد ركبانها     كما يهل الراكب المعتمر

قال "أبو عبيد": [قوله] : المعتمر، أراد هاهنا من [ ص: 264 ] العمرة، وهو في غير هذا المعتم.

التالي السابق


الخدمات العلمية