صفحة جزء
469 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث ذكر فيه نعت أهل الجنة، فقال:

"ويرفع أهل الغرف إلى غرفهم في درة بيضاء ليس فيها قصم ولا فصم" [ ص: 295 ] .

قال: حدثنيه "أبو اليقظان" عن "ليث بن أبي سليم" عن "فلان" عن "أنس بن مالك" رفعه.

قوله: القصم - بالقاف - هو أن ينكسر الشيء، فيبين.

يقال منه: قصمت الشيء أقصمه قصما: إذا كسرته حتى يبين.

ومنه الحديث الآخر:

"استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك".

يعني ما انكسر منه إذا استيك به ..

وأما الفصم - بالفاء - فهو أن ينصدع الشيء من غير أن يبين. يقال منه: فصمت الشيء أفصمه فصما: إذا فعلت [ذلك] [ ص: 296 ] به، فهو مفصوم، قال "ذو الرمة" يذكر غزالا شبهه بدملج فضة:


كأنه دملج من فضة نبه في ملعب من جواري الحي مفصوم

وإنما جعله مفصوما لتثنيه، وانحنائه، إذا نام ولم يقل: مقصوم، فيكون بائنا باثنين، قال: الله - تبارك وتعالى - : لا انفصام لها

وأما الوصم - بالواو - وليس هو في هذا الحديث، فإنه العيب يكون بالإنسان، وفي كل شيء منه.

يقال [منه] : ما في فلان وصمة إلا كذا وكذا يعني العيب.

وأما التوصيم، فإنه الفترة والكسل يكون في الجسد. ومنه الحديث: "إن الرجل إذا قام، يصلي من الليل أصبح طيب النفس، وإن نام حتى [ ص: 297 ] يصبح أصبح ثقيلا موصما" وقال "لبيد":


وإذا رمت رحيلا فارتحل     واعص ما يأمر توصيم الكسل

التالي السابق


الخدمات العلمية