صفحة جزء
471 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جاء إلى البقيع ومعه مخصرة له" فجلس، ونكت بها [ ص: 299 ] الأرض، ثم رفع رأسه، وقال: "ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب مكانها من الجنة والنار".

ثم ذكر حديثا طويلا في القدر.

قال: حدثنيه "أبو حفص الأبار" عن "منصور" و"الأعمش" [ ص: 300 ] عن "سعد بن عبيدة" عن "أبي عبيد الرحمن السلمي" عن "علي" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قوله: ومعه مخصرة له: فإن المخصرة ما اختصر [به] الإنسان بيده فأمسكه من عصا أو عنزة أو عكازة، وما أشبه ذلك.

ومنه أن يمسك الرجل بيد صاحبه، فيقال: فلان مخاصر فلان.

ومنه حديث "عبد الله بن عمرو": "أنه كان عنده رجل من قريش، وهو مخاصره" [ ص: 301 ] .

قال: أخبرنيه "محمد بن كثير" عن "الأوزاعي" أسنده.

قال [أبو عبيد] : وأخبرني "مسلمة بن سهل" شيخ من أهل العلم بإسناد له لا أحفظه أن "يزيد بن معاوية" قال لأبيه "معاوية" ألا ترى "عبد الرحمن بن حسان" يشبب بابنتك؟

فقال "معاوية": وما قال؟

فقال: قال:


هي زهراء مثل لؤلؤة الغوا ص ميزت من جوهر مكنون

قال "معاوية": صدق.

فقال "يزيد": وقال:


وإذا ما نسبتها لم تجدها     في سناء من المكارم دون [ ص: 302 ]

قال [معاوية] : وصدق.

قال فأين قوله؟ :


ثم خاصرتها إلى القبة الخضرا     ء تمشي في مرمر مسنون

قال "معاوية": كذب.

قال "أبو عبيد": قوله: خاصرتها: أي أخذت بيدها.

قال "الفراء": يقال: خرج القوم متخاصرين: إذا كان بعضهم آخذا بيد بعض.

وأما الحديث الذي يروى: "أنه نهى أن يصلي الرجل مختصرا" [ ص: 303 ] .

فليس من هذا في شيء، إنما ذاك أن يصلي وهو واضع يده على خصره، فذلك يروى في كراهته حديث مرفوع.

قال: حدثناه "عمرو بن هارون البلخي" عن "سعيد بن أبي عروبة" عن "قتادة" يرفعه.

ويروى فيه الكراهة أيضا عن "عائشة" [ - رضي الله عنها - ] و "أبي هريرة" و [هو] في بعض الحديث "أنه راحة أهل النار" [ ص: 304 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية