صفحة جزء
511 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع "عمر" يحلف بأبيه فنهاه عن ذلك.

قال: "فما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا"
[ ص: 428 ] .

قال: أما قوله: ذاكرا، فليس هو من الذكر بعد النسيان، إنما أراد متكلما به [بعد] كقولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا.

وقوله: "آثرا" يريد: ولا مخبرا عن غيري أنه حلف به يقول: لا أقول: إن فلانا قال: وأبي لا أفعل كذا وكذا.

ومن هذا قيل: حديث مأثور، أي يخبر به الناس بعضهم بعضا.

يقال منه: أثرت الحديث فأنا آثره أثرا، فهو مأثور وأنا آثر على مثال فاعل، قال الأعشى:


إن الذي فيه تماريتما بين للسامع والآثر [ ص: 429 ]

[يروى: بين وبين] .

ومنه حديث ابن عمر حين سأل سلمة بن الأزرق، وحدثه سلمة بحديث عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرخصة في البكاء على الميت، فقال له ابن عمر أأنت سمعت هذا من أبي هريرة؟

قال: نعم.

قال: ويأثره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟

قال: نعم.

قال: فالله ورسوله أعلم.


حدثنا أبو عبيد: قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر"، عن "محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي"، عن "محمد بن عمرو بن عطاء" عن "ابن عمر" [ ص: 430 ] .

قال أبو عبيد: محمد بن عمرو بن عطاء هو من بني عامر بن لؤي.

قال أبو عبيد: ويقال إن المأثرة مفعلة من هذا، وهي المكرمة وإنما أخذت من هذا، أي إنها يأثرها قرن عن قرن يتحدثون بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية