صفحة جزء
531 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة توفي عنها زوجها ، فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها ، فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : قد كانت إحداكن تمكث في شر أحلاسها في بيتها إلى الحول ، فإذا كان الحول فمر كلب رمته ببعرة ، ثم خرجت أفلا أربعة أشهر وعشرا" ؟ [ ص: 47 ] [قال أبو عبيد ] : أما قوله : "مر كلب رمته ببعرة " يعني أنها كانت في الجاهلية تعتد سنة على زوجها لا تخرج من بيتها ، ثم تفعل ذلك في رأس الحول ، لتري الناس أن إقامتها حولا بعد زوجها أهون عليها من بعرة يرمى بها كلب وقد ذكروا هذه الإقامة عاما في أشعارهم ، قال لبيد يمدح قومه :


وهم ربيع للمجاور فيهم والمرملات إذا تطاول عامها

ونزل بذلك القرآن في أول الإسلام قوله [تعالى ] : والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج

ثم نسخ ذلك بقوله : [سبحانه ] : يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا [ ص: 48 ] .

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف لا تصبر إحداكن قدر هذا ، وقد كانت تصبر حولا ؟

وهذا الحديث حدثناه يزيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن حميد بن نافع ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أمها ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا أو ببعضه .

التالي السابق


الخدمات العلمية