صفحة جزء
532 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في [ابن ] الملاعنة قال : "إن جاءت به أصيهب أثيبج حمش الساقين فهو لزوجها وإن جاءت به أورق جعدا جماليا خدلج سابغ الأليتين ، فهو للذي رميت به " [ ص: 49 ] .

حدثنا أبو عبيد قال : سمعت يزيد بن هارون يحدثه عن عباد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

[قال أبو عبيد ] : أما قوله : أصيهب فهو تصغير أصهب ، والأثيبج تصغير أثبج ، وهو الناتئ الثبج ، والثبج ما بين الكاهل ووسط الظهر ، وهو من كل شيء وسطه وأعلاه .

والحمش : الدقيق الساقين .

والأورق : الذي لونه [ما ] بين السواد والغبرة ، ومنه قيل للرماد : أورق وللحمامة ورقاء ، وإنما وصفه بالأدمة .

وأما الخدلج فالعظيم الساقين .

وأما قوله : الجمالي ، فإنهم يروونها هكذا بفتح الجيم ، يذهبون بها [ ص: 50 ] إلى الجمال ، وليس هذا من الجمال في شيء ، ولو أراد ذاك لقال جميل ولكنه جمالي بضم الجيم ، يعني أنه عظيم الخلق ، شبه خلقه بخلق الجمل ، ولهذا قيل للناقة : جمالية ؛ لأنها تشبه بالفحل من الإبل في عظم الخلق ، قال "الأعشى " يصف ناقة :


جمالية تغتلي بالرداف إذا كذب الآثمات الهجيرا

وفي هذا الحديث من الفقه أنه لاعن بين المرأة وزوجها وهي حامل ، وقد كان بعض الفقهاء لا يرى اللعان بالحمل حتى تضع ، فإن انتفى منه حينئذ لاعن ، يذهب إلا أنه لا يدري لعل ذلك ليس بحمل ، يقول : لعله من ريح ، وهذا رأي أبي حنيفة .

وأما حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنما لاعن بينهما ؛ لأنه قذفها قذفا بالزنا ، ولم يذكر حملا ، فلهذا أوقع اللعان .

التالي السابق


الخدمات العلمية