صفحة جزء
555 – وقال أبو عبيد في حديث أبي بكر [رضي الله عنه ] : "أنه أعطى عمر سيفا محلى ، قال : فجاءه عمر بالحلية قد نزعها ، فقال : أتيتك بهذا لما يعررك من أمور الناس " .

هكذا يروى الحديث براءين من حديث الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، [ ص: 118 ] عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، بلغني ذلك عنه .

قال أبو عبيد : ولا أحسبه محفوظا ، ولكنه عندي "لما يعروك" بالواو ، ومعناه : لما ينوبك من أمور الناس ، ويلزمك من حوائجهم . وكذلك كل من أتاك لحاجة ، أو نائبة نابته ، فقد عراك ، وهو يعروك عروا ، قال الراعي :


قالت خليدة ما عراك ولم تكن بعد الرقاد عن الشؤون سؤولا

يريد بقوله : "ما عراك" [أي ] ما نزل بك ، وما ألم بك ، ونحو ذلك . ومنه قول الله [تبارك وتعالى ] : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ومنه قيل : اعتراه الوجع وغيره ، وقال معن بن أوس يمدح رجلا :


رأى الحمد غنما فاشتراه بماله     فلا البخل يعروه ولا الجهد جاهده

أي : لا ينزل به البخل ولا يصيبه .

ومن قال : يعررك فليس يخرج إلا من أحد معنيين : من العرة : وهي العذرة ، أو من العر : وهو الجرب . وليس في الحديث موضع لواحد من هذين [ ص: 119 ] .

ولو كان من أحدهما لم يكن أيضا براءين ، لكان لما يعرك ؛ لأنه موضع رفع ، وليس بموضع جزم فيظهر التضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية