صفحة جزء
559 - وقال أبو عبيد في حديث أبي بكر - رحمه الله - حين أتى على "بلال " وقد مطي في الشمس ، فقال لمواليه : "قد ترون عبدكم هذا لا يطيعكم ، فبيعونيه . قالوا : اشتره ، فاشتراه بسبع أواق ، وأعتقه . فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثه . فقال : الشركة ؟

فقال : يا رسول الله! إني أعتقته " .


قوله : "مطي " . قال الأصمعي : يعني مد . وهكذا كان يصنع به فيما يروى إذا أرادوا تعذيبه بطحوه على الرمضاء .

وكل شيء مددته فقد مطوته ، ومنه المطو في السير ، ولهذا قيل للرجل : يتمطى ، إنما هو تمديده جسده [ ص: 126 ] .

وفي هذا الحديث من الفقه سؤال النبي - عليه السلام - إياه الشركة بعد الشرى .

هذا في الرجل يشتري الشيء وحده ثم يشرك فيه غيره ممن لم يحضر معه الشرى . وهو حجة لمن قال : الشركة بمنزلة البيع ، لأنه لما أشركه في متاعه ، فكأنه باعه نصفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية