صفحة جزء
[ ص: 131 ] أحاديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه [ ص: 132 ] [ ص: 133 ]

564 - وقال أبو عبيد في حديث عمر بن الخطاب [رضي الله عنه ] أنه خرج من الخلاء ، فدعا بطعام ، فقيل : ألا توضأ ؟

فقال : "لولا التنطس ما باليت إلا أغسل يدي " .


قال : حدثناه ابن علية ، عن أيوب ، عن ابن سيرين ، عن عمر .

فسئل ابن علية عن التنطس ؟ فقال : هو التقذر .

قال الأصمعي : هو المبالغة في الطهور ، وكل من أدق النظر في الأمور ، واستقصى علمها ، فهو متنطس .

ومنه قيل للمتطبب : النطاسي ، والنطيس ، وذلك لدقة نظره في الطب .

وقال أبو عمرو نحو قول الأصمعي ، وأنشد أحدهما للبعيث بن بشر يصف شجة أو جراحة :


إذا قاسها الآسي النطاسي أدبرت غثيثتها وازداد وهيا هزومها

[ويروى : النطاسي بالفتح ] [ ص: 134 ] .

الآسي : الطبيب . والغثيثة : ما يكون في الجرح من مدة ودم ، وصديد ، ونحو ذلك .

قال رؤبة :

وقد أكون مرة نطيسا

طبا بأدواء الصبا نقريسا

والنقريس قريب المعنى من النطيس ، وهو : الفطن في الأمور ، العالم بها .

وقول ابن علية بأنه التقذر ، هو راجع إلى هذا المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية