صفحة جزء
575 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [ - رضي الله عنه - ] :

"كذب عليكم الحج ، كذب عليكم العمرة ، كذب عليكم الجهاد ثلاثة أسفار كذبن عليكم " .

قال حدثناه ابن علية ، عن إسحاق بن سويد ، عن حريث بن الربيع - يقال : هو أخو حجير بن الربيع - عن عمر .

قال الأصمعي : معنى كذب عليكم معنى الإغراء ، أي عليكم به .

وكان الأصل في هذا أن يكون نصبا ، ولكنه جاء عنهم بالرفع شاذا على غير قياس .

قال : ومما يحقق لك أنه مرفوع قول الشاعر :


كذبت عليك لا تزال تقوفني كما قاف آثار الوسيقة قائف

فقوله : كذبت عليك : إنما أغراه بنفسه ، أي عليك بي ، فجعل نفسه في موضع رفع ، ألا تراه قد جاء بالتاء فجعلها اسمه [ ص: 149 ] .

وقال معقر البارقي :


وذبيانية أوصت بنيها     بأن كذب القراطف والقروف

فرفع ، والشعر مرفوع ، ومعناه : عليكم بالقراطف ، والقروف .

قال أبو عبيد : القراطف : القطف ، واحدها قرطف ، والقروف : الأوعية . قال أبو عبيد : ومما يحقق الرفع أيضا قول عمر : "ثلاثة أسفار كذبن عليكم . . . " .

[قال ] : ولم أسمع في هذا حرفا منصوبا إلا في شيء كان " أبو عبيدة " يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو لرجل ، فقال : "كذب عليك البزر والنوى " [ ص: 150 ] .

ولم أسمع [أحدا يحكي ] في هذا نصبا غير قول أبي عبيدة هذا .

وقال ابن علية : قال إسحاق بن سويد : العرب تقول : كذب عليك العسل ، كذب عليك كذا كذا ، أي : عليك به .

التالي السابق


الخدمات العلمية