صفحة جزء
581 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - "لو شئت لدعوت بصلاء ، وصناب ، وصلائق ، وكراكر ، وأسنمة " وفي بعض الحديث وأفلاذ .

قال : حدثناه أبو نوح ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن ، عن عمر .

قال أبو عمرو : الصلاء : الشواء ؛ سمي بذلك ؛ لأنه يصلى بالنار [ ص: 163 ] .

قال والصناب : الخردل بالزبيب . قال : ولهذا قيل للبرذون صنابي ؛ إنما شبه لونه بذلك .

قال : والسلائق - بالسين - وهو : كل ما سلق من البقول وغيرها .

وقال غير أبي عمرو : هي الصلائق - بالصاد - ومعناها الخبز الرقيق .

قال جرير [بن عطية بن الخطفي ] :


تكلفني معيشة آل زيد ومن لي بالصلائق والصناب

وأما الكراكر ، فكراكر الإبل : واحدتها كركرة ، وهي معروفة . وأما الأفلاذ ، فإن واحدها فلذ : وهو القطعة من الكبد .

ومنه حديث "عبد الله " حين ذكر أشراط الساعة ، فقال : وتلقي الأرض أفلاذ كبدها " قال "أعشى باهلة " :


تكفيه حزة فلذ إن ألم بها     من الشواء ويروي شربه الغمر

[وهو القعب الصغير ] [ ص: 164 ] .

وحديث "عمر " هذا في ذكر الطعام شبيه بحديثه الآخر : "لو شئت أن يدهمق لي لفعلت ، ولكن الله [عز وجل ] عاب قوما فقال : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها

قال الأصمعي : قوله : يدهمق لي : الدهمقة : لين الطعام وطيبته ورقته ، وكذلك كل شيء لين ، قال الأصمعي : وأنشدني خلف الأحمر في نعت أرض فقال :

حزن روابي تربه دهامق

يعني تربة لينة .

وقال غيره : الدهمقة والدهقنة واحد والمعنى في ذلك كالمعنى الأول سواء ؛ لأن لين الطعام من الدهقنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية