صفحة جزء
583 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - "لئن بقيت لأسوين بين الناس حتى يأتي الراعي حقه في صفنه لم يعرق فيه جبينه " .

قال أبو عمرو : الصفن : خريطة تكون للراعي فيها طعامه وزناده ، وما يحتاج إليه .

وقال الفراء : هو شيء [يكون ] مثل الركوة يتوضأ فيه .

وقال أبو عبيد : قال صخر الهذلي [يصف ماء ورده ] :


فخضخضت صفني في جمة خياض المدابر قدما عطوفا [ ص: 166 ]

وقال أبو دؤاد [الإيادي يصف ماء ورده ] :


هرقت في حوضه صفنا ليشربه     في داثر خلق الأعضاد أهدام

وقد يمكن أن يكون ما قال أبو عمرو ، والفراء جميعا أن يكون يستعمل الصفن في هذا وفي هذا . وقد سمعت من يقول : هو الصفن - بفتح الصاد - وهي الصفنة أيضا بالتأنيث .

وعمر هذا شبيه بحديثه الآخر حين قال : "لئن بقيت إلى قابل ليأتين كل مسلم حقه أو قال : حظه - حتى يأتي الراعي بسرو حمير لم يعرق فيه جبينه " .

قال : حدثنيه ابن علية ، عن أيوب ، في حديث طويل ، أوله عن عكرمة بن خالد ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، عن عمر .

وبعضه عن أيوب ، عن الزهري ، [عن عمر ] [ ص: 167 ] .

قال أبو عمرو : قوله : بسرو حمير : السرو : ما انحدر من حزونة الجبل ، وارتفع عن منحدر الوادي ، فما بينهما سرو .

قال الأصمعي : وهو الخيف أيضا ، قال : وبه سمي خيف منى .

وقال غيرهما : هو النعف أيضا .

ويروى عن عمر - في حديث ثالث - أنه قال : "لئن عشت إلى قابل ، لألحقن آخر الناس بأولهم ، حتى يكونوا ببانا واحدا " .

قال : حدثنيه ابن مهدي ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر .

قال ابن مهدي : يعني شيئا واحدا .

قال أبو عبيد : وذاك الذي أراد فيما نرى ، ولا أحسب هذه الكلمة عربية ، ولم أسمعها في غير هذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية