صفحة جزء
601 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [ - رضي الله عنه - ] أنه سئل عن حد الأمة ، فقال : "إن الأمة قد ألقت فروة رأسها من وراء الدار " .

قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، سمع عبد الله بن الحارث ، يحدثه عن عمر [ ص: 203 ] .

قال " الأصمعي " : الفروة : جلدة الرأس .

قال أبو عبيد : وهو لم يرد الفروة بعينها ، وكيف تلقي جلدة رأسها من وراء الدار ، ولكن هذا مثل ، إنما أراد بالفروة القناع .

يقول : ليس عليها قناع ولا حجاب ، وأنها تخرج إلى كل موضع يرسلها أهلها إليه ، لا تقدر على الامتناع من ذلك ، فتصير حيث لا تقدر على الامتناع من الفجور ، مثل رعاية الغنم ، وأداء الضريبة ، ونحو ذلك ، فكأنه رأى أنه لا حد عليها إذا فجرت ، لهذا المعنى .

وقد روي تصديق هذا في حديث مفسر .

قال [ أبو عبيد ] : حدثناه يزيد ، عن جرير بن حازم ، عن عيسى بن عاصم ، قال : تذاكرنا يوما قول "عمر " هذا ، فقال سعيد بن حرملة : إنما ذلك من قول "عمر " في الرعايا .

فأما الإماء اللواتي قد أحصنهن مواليهن ، فإنهن إذا أحدثن حددن .

قال أبو عبيد : الرعايا في الحديث ، وأما في العربية فالرواعي [ ص: 204 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية