صفحة جزء
606 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رحمه الله - أنه أفطر [ ص: 211 ] في رمضان ، وهو يرى أن الشمس قد غربت ، ثم نظر ، فإذا الشمس طالعة ، فقال عمر : "لا نقضيه ؛ ما تجانفنا فيه لإثم " .

قال : حدثناه أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن "عمر " .

قال أبو عبيد : قوله : ما تجانفنا فيه لإثم ، يقول : ما ملنا إليه ، ولا تعمدناه ونحن نعلمه ، وكل مائل فهو متجانف ، وجنف .

ومنه قوله [عز وجل ] : فمن خاف من موص جنفا أو إثما قال : ميلا .

قال [ أبو عبيد ] : حدثناه هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء .

وقال "لبيد " :


إني امرؤ منعت أرومة عامر ضيمي وقد جنفت على خصوم [ ص: 212 ]

وكذلك الجانئ - بالهمز - : هو المائل أيضا .

وقد جنأت عليه أجنا جنوءا : إذا ملت ، وقال كثير :


أعزة لو رأيت غداة بنتم     جنوء العائدات على وسادي

ويروى : أغاضر .

ومنه قول ابن عمر : أن النبي - صلى الله عليه [وسلم ] رجم يهوديا ويهودية " قال ابن عمر : فلقد رأيته يجانئ عليها ؛ يقيها الحجارة بنفسه .

قال : حدثناه ابن علية ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر .

قال أبو عبيد : نرى أنه لم يجانئ عليها إلا وهما في حفرة واحدة ، وقوله : يجانئ ، يعني : ينحني .

التالي السابق


الخدمات العلمية