صفحة جزء
607 - وقال أبو عبيد في حديث عمر [رضي الله عنه ] أنه قال - لما مات " عثمان بن مظعون " - على فراشه - : "هبته الموت عندي منزلة" حين لم يمت شهيدا [ ص: 213 ] .

[قال ] فلما مات رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] على فراشه ، وأبو بكر ، علمت أن موت الأخيار على فرشهم " .

قال : بلغني هذا عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، رفعه إلى عمر .

قال الفراء : قوله : هبته ، يعني طأطأه ذلك عندي ، وحط من قدره ، وكل محطوط شيئا فقد هبت ، وهو مهبوت .

قال الفراء ، وأنشدني "أبو الجراح " :


وأخرق مهبوت التراقي مصعد الـ ـبلاعيم رخو المنكبين عناب

قال : فالمهبوت التراقي : المحطوط وناقصها ، والعناب : العظيم الأنف .

وقال الكسائي : يقال : رجل فيه هبتة : للذي فيه كالغفلة ، وليس بمستحكم العقل [ ص: 214 ] .

قال أبو عبيد : ولا أحسب هذا إلا من ذاك ؛ لأنه محطوط العقل والرأي ، ليس بتام الأمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية