صفحة جزء
609 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - أنه كان يطوف بالبيت وهو يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ما له هجيرى غيرها .

قال : حدثنا أبو بكر [بن عياش ] عن عاصم ، عن حبيب بن صهبان أنه رأى عمر يفعل ذلك [ ص: 217 ] .

وقال الكسائي ، وأبو زيد - وغير واحد - قوله : هجيراه : كلامه ، ودأبه ، وشأنه ، وقال ذو الرمة يصف صائدا رمى حمرا ، فأخطأها ، فأقبل يتلهف ، ويدعو بالويل والحرب ، فقال :


رمى فأخطأ والأقدار غالبة فانصعن والويل هجيراه والحرب

قال أبو عبيد : وللعرب كلام على هذا المثال ؛ أحرف معروفة [منها ] قالوا : الهجيرى ، وهي التي وصفنا .

والخليفى ، وهي الخلافة ، وإياها أراد عمر [رضي الله عنه ] بقوله : "لو أطيق الأذان مع الخليفى لأذنت " .

قال [ أبو عبيد ] حدثناه هشيم ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عمر .

ومن ذلك قول عمر بن عبد العزيز [رحمه الله] : "لا رديدى في الصدقة" يقول : لا ترد [ ص: 218 ] .

ومما يقال في الكلام : "كانت بين القوم رميا ، ثم حجزت بينهم حجيزى" يريدون : كان بينهم رمي ، ثم صاروا إلى المحاجزة .

وكذلك الهزيمى : من الهزيمة ، والمنينى : من المنة ، والدليلى : من الدلالة ، وأكثر كلامهم الدلالة ، والخطيبى : من الخطبة ، وهي كلها مقصورة ، ويدلك على ذلك قول عدي بن زيد :


لخطيبى التي غدرت وخانت     وهن ذوات غائلة لحينا

التالي السابق


الخدمات العلمية