صفحة جزء
627 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " - رضي الله عنه - : "ما بال رجال لا يزال أحدهم كاسرا وساده عند امرأة مغزية ، يتحدث إليها ، وتحدث إليه ، عليكم بالجنبة ؛ فإنها عفاف ، إنما النساء لحم على وضم ، إلا ما ذب عنه " .

قال : حدثنيه "يزيد " عن "محمد بن عمرو بن علقمة " عن "يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب " عن "أبيه" عن "عمر " .

قال "الكسائي" " والأصمعي " وغيرهما : قوله : "مغزية " : يعني التي قد غزا زوجها ، يقال : قد أغزت المرأة . إذا كان زوجها غازيا ، فهي مغزية .

وكذلك : أغابت ، فهي مغيبة : إذا غاب زوجها ، ومثل هذا في الكلام كثير [ ص: 249 ] .

وقوله : "الجنبة" ، يعني : الناحية . يقول : تنحوا عنهن ، وكلموهن من خارج الدار ، ولا تدخلوا عليهن ، وكذلك كل من كان خارجا . قيل : جنبة .

وهذا مثل حديثه الآخر : "لا يدخلن رجل على امرأة ، وإن قيل حمؤها ، ألا [إن ] حمأها الموت " فالحمء : أبو الزوج .

قال " الأصمعي " : وفيه ثلاث لغات : هو حماها مثل قفاها ، وحموها مثل أبوها ، وحمؤها مقصور مهموز .

وقوله : "الموت" ، يقول : فلتمت ولا تفعل ذاك .

فإذا كان هذا من رأيه في أبي الزوج ، وهو محرم ، فكيف بالغريب ؟

وقال الراعي في الجنبة :


أخليد إن أباك ضاف وساده همان باتا جنبة ودخيلا [ ص: 250 ]

يقول : أحدهما باطن ، والآخر ظاهر .

وأما قوله : "إنما النساء لحم على وضم " .

قال " الأصمعي " : الوضم : الخشبة ، أو البارية التي يوضع عليها اللحم ، يقول : فهن في الضعف مثل ذلك اللحم الذي لا يمتنع من أحد ، إلا أن يذب عنه .

وقال "الكسائي" - أو غيره - : الوضم : كل ما وقيت به اللحم من الأرض .

قال : ويقال : وضمت اللحم أضمه وضما : إذا وضعته على الوضم ، فإن أردت أنك جعلت له وضما ، قلت : أوضمته إيضاما .

وقال أبو زيد : يقال : أوضمت اللحم وأوضمت له .

التالي السابق


الخدمات العلمية