صفحة جزء
632 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [ - رضي الله عنه - ] : "حجوا بالذرية ، ولا تأكلوا أرزاقها ، وتذروا أرباقها في أعناقها " .

قال : حدثناه "يحيى بن سعيد " و"يزيد بن هارون " عن [ ص: 257 ] "سليمان بن حيان " عن "موسى بن قطن " عن "آمنة بنت محرز " عن "عمر " .

قوله : "لا تدعوا أرباقها في أعناقها " : فجعل الحج عليها واجبا ، وإنما ذكر الذرية ، وليس على الذرية حج ، قال "أبو عبيد " : فقلت "ليحيى " : ما وجه هذا الحديث ؟

فقال : لا أعرفه . فقلت له : إنه لم يرد الصبيان ، إنما أراد النساء ، وقد يلزمهن اسم الذرية ، وذكرت له حديث "سفيان الثوري " عن "أبي الزناد " عن "المرقع بن صيفي " عن "حنظلة الكاتب " .

قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة ، فرأى امرأة مقتولة ، فقال : "هاه! ما كانت هذه تقاتل ، الحق خالدا فقل [له ] :
لا تقتلن ذرية ، ولا عسيفا "
جعل النساء من الذرية ، فعرف "يحيى " الحديث ، وقال : نعم ، وقبله .

قال : " أبو عبيد " فهذا يبين لك أن الذرية : النساء ها هنا [ ص: 258 ] .

وأما ذكره الأرباق ، فإنه مثل ، شبه ما قلدت [به ] أعناقها من وجوب الحج بالأرباق التي تقلدها أعناق الأسارى ، ومن ذلك قول "زهير " .


أشم أبيض فياض يفكك عن أيدي العناة وعن أعناقها الربقا

التالي السابق


الخدمات العلمية