صفحة جزء
656 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [رضي الله عنه ] أنه قال : "يا آل خزيمة! أصبحوا " وفي بعض الحديث "حصبوا " .

قال : حدثنيه "ابن مهدي " عن "سفيان " عن "واصل الأحدب " عن "المعرور" أنه سمع "عمر " يقول ذلك .

[قال " أبو عبيد " ] : يعني بذلك التحصيب ، والتحصيب - إذا نفر الرجل من "منى" إلى " مكة " للتوديع - : أن يقيم بالشعب الذي يخرجه إلى الأبطح ، حتى يهجع بها من الليل ساعة ، ثم يدخل مكة ، وكان هذا شيئا يفعل ، ثم ترك ، وهو الذي قالت فيه " عائشة " : "ليس التحصيب بشيء إنما كان منزلا نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان أسمح للخروج " .

قال : حدثناه "أبو معاوية " عن "هشام بن عروة " عن "أبيه" عن " عائشة " .

قال "ابن مهدي " : فكأن "عمر " إنما خص "بني خزيمة " أن يقيموا بالأبطح حتى يصبحوا [ ص: 288 ] .

قال : حدثني "يحيى بن سعيد " عن "شريك " عن "زياد بن علاقة " عن "المعرور " عن "عمر " ، قال : "من شاء فلينفر في النفر الأول ، إلا "بني أسد بن خزيمة " .

قال " أبو عبيد " : فوجه هذا عندنا أنه إنما أراد "بني خزيمة" ، وهم "قريش " و"كنانة " وليس فيهم "أسد " : وذلك أن منازل "قريش " و"كنانة " "الحرم" وما حوله ، فكره لهم أن يعجلوا النفر ؛ لقرب دارهم ، ورخص لمن بعدت داره ، وليست "لبني أسد " هناك دار ، إنما هم "بنجد " فكيف خصهم بالكراهة ؟ لا أعرف لهذا وجها إلا ما ذكرنا .

قال " أبو عبيد " والمحفوظ عندنا هو الأول الذي لا ذكر "لبني أسد " فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية