صفحة جزء
657 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [رضي الله عنه ] أنه كان يستحب قضاء رمضان في عشر ذي الحجة ، وقال : "ما من أيام أقضى فيهن رمضان أحب إلي منها " [ ص: 289 ] .

قال : حدثنيه "ابن مهدي " عن "سفيان " عن "الأسود بن قيس " عن "أبيه" عن "عمر " .

قال " أبو عبيد " : نرى أنه كان يستحبه ؛ لأنه كان لا يحب أن يفوت الرجل صيام العشر ، ويستحبه نافلة ، فإذا كان عليه شيء من رمضان كره أن يتنفل ، وعليه من الفريضة شيء ، فيقول : يقضيها في العشر ، فلا يكون أفطرها ، ولا يكون بدأ بغير الفريضة ، فيجتمع له الأمران ، وليس وجهه عندي أنه كان يستحب تأخيرها عمدا إلى العشر ، ولكن إنما هذا لمن فرط حتى يدخل العشر .

وكان "علي " [رحمة الله عليه ] يكره قضاء رمضان في العشر ، وذلك لأن رأي "علي " [رحمة الله عليه ] كان " علي " ألا يقضي رمضان متفرقا ، فيقول : إن صام العشر ، ثم جاء العيد ، وقد بقيت عليه أيام ، لم يستقم له أن يصوم يوم النحر ، لما فيه من النهي ، ولم يستقم له أن يفطر ، فيكون قد فرق قضاء رمضان وذلك عنده مكروه ، فلهذا كره قضاء رمضان في العشر ، إن شاء الله [ ص: 290 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية