صفحة جزء
660 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [رضي الله عنه ] : "أنه كان يسجد على عبقري " [ ص: 292 ] .

قال حدثنيه "يحيى بن سعيد " عن "سفيان " عن "توبة العنبري " عن "عكرمة بن خالد " عن "عبد الله بن عمار " : أنه رأى "عمر " فعل ذلك .

قال "يحيى " : "هو عبد الله بن أبي عمار" ، ولكن "سفيان " قال : "عبد الله بن عمار " .

قال "أبو عبيد " : قوله : "عبقري" هو : هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش ، والعبقري جمع ، واحدته عبقرية ، وكذلك الرفرف جمع ، واحدته رفرفة ، زعم ذلك "الأحمر " .

قال "أبو عبيد " : وإنما سمي عبقريا - فيما يقال - : إنه نسبه إلى بلاد يقال لها "عبقر" ، يعمل بها الوشي ، وقد ذكروا ذلك في أشعارهم ، قال "ذو الرمة " يصف رياضا ببلاد شبهها بوشي عبقر [فقال ] :


حتى كأن رياض القف ألبسها من وشي عبقر تجليل وتنجيد

وقال "لبيد " في مثل هذا المعنى :


وغيث بدكداك بزين وهاده     نبات كوشي العبقري المخلب

يعني بالمخلب : الكثير الوشي [ ص: 293 ] .

قال " أبو عبيد " : وقد نسبت العرب إلى "عبقر" غير الوشي أيضا ، فقال "زهير " يصف فرسانا :


بخيل عليها جنة عبقرية     جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا

وهو في الحديث المرفوع في ذكر "عمر " : "فلم أر عبقريا يفري فرية " .

قال "أبو عبيد " : فأراهم ينسبون إليها كل شيء يريدون مدحه ، ويرفعون قدره ، وما وجدنا أحدا يدري أين هذه البلاد ، ومتى كانت ، فالله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية