صفحة جزء
662 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [رضي الله عنه ] حين قال لفلان ، وذكر شيئا ، فقال له "عمر " : "بل تحوسك فتنة " [ ص: 295 ] .

قال "العدبس الأعرابي الكناني " : قوله : "بل تحوسك فتنة" يقول : تخالط قلبك ، وتحثك ، وتحركك على ركوبها " .

وقال "أبو عمرو " في الحوس ، مثل قول "العدبس" أو نحوه .

قال "أبو عبيد " : الحوس ، والجوس بمعنى واحد ، وهو كل موضع خالطته ، ووطئته ، فقد حسته ، وجسته سواء ، قال الله "تبارك وتعالى " : بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا

ومنه قول الشاعر :


نجوس عمارة ونكف أخرى لنا - حتى نجاوزها - دليل

قوله : نجوس عمارة ، أي : نخالطها ونطؤها ، حتى نبلغ ما نريد منها . ونكف أخرى ، يقول : نأخذ في كفتها ، وهي ناحيتها ، ثم ندعها ونحن نقدر عليها .

وقال "ابن الكلبي " : العمارة : هي أكثر من القبيلة .

قال "أبو عبيد " : فهذا الجوس [ ص: 296 ] .

وقال "الحطيئة " في الحوس يذم رجلا :


رهط ابن افعل في الخطوب أذلة     دنس الثياب قناتهم لم تضرس


بالهمز من طول الثقاف وجارهم     يعطي الظلامة في الخطوب الحوس

يعني الأمور التي تنزل بهم ، فتغشاهم ، وتخلل ديارهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية