صفحة جزء
671 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عثمان " [رحمه الله ] أنه قال : "بلغني أن ناسا منكم يخرجون إلى سوادهم ، إما في تجارة ، وإما في جباية ، وإما في جشر ، فيقصرون الصلاة ، فلا تفعلوا ، فإنما يقصر الصلاة من كان شاخصا ، أو بحضرة عدو " [ ص: 310 ] .

قال : حدثناه " ابن علية " عن "أيوب " عن "أبي قلابة " قال : حدثني من قرأ كتاب " عثمان " - أو قرئ عليه - بذلك .

قوله : الجشر : هم القوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ، قال "الأخطل " يذكر قتل "عمير بن الحباب " :


يسأله الصبر من غسان إذ حضروا والحزن كيف قراه الغلمة الجشر

    يعرفونك رأس ابن الحباب وقد
أمسى وللسيف في خيشومه أثر

قوله : "الصبر" قال "ابن الكلبي " : هي قبائل من "غسان " معلومة مسماة ، يقال لهم : "الصبر " .

قال : وكذلك "الحزن " : هم قبائل من "غسان " أيضا .

قال " أبو عبيد " وفي هذا الحديث من الفقه : أنه لم ير التقصير إلا لمن كانت غيبته تبلغ أن تكون سفرا ؛ ألا تراه يقول : "فإنما يقصر الصلاة من كان شاخصا " [ ص: 311 ] .

وفي قوله : "أو بحضرة عدو " : فقه أيضا ؛ أنه يقصر الصلاة ، وإن كان مقيما ، إذا كان بحضرة العدو .

[ولك ] فيه ثلاث لغات : قصر ، وتقصير ، وإقصار ، والوجه عندنا قصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية