صفحة جزء
676 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عثمان " [رحمه الله ] أنه لما حصر كان "علي " [رضي الله عنه ] يومئذ غائبا في مال له ، فكتب إليه " عثمان " : أما بعد ، فقد بلغ السيل الزبى ، وجاوز الحزام الطبيين ، فإذا أتاك كتابي هذا فأقبل إلي ، علي كنت أم لي .


فإن كنت مأكولا فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما أمزق

قال [ " أبو عبيد " ] : حدثنيه "أبو إبراهيم " - وكان من أهل العلم - بإسناد لا أحفظه .

قوله : " [قد ] بلغ السيل الزبى " : فإنه زبي الأسد التي تحفر له ، وإنما جعلت مثلا في بلوغ السيل إليها ؛ لأنها إنما تجعل في الروابي من الأرض ، ولا تكون في المنحدر ، وليس يبلغها إلا سيل عظيم .

وقوله : "وجاوز الحزام الطبيين " ، يعني : أنه قد اضطرب من شدة السير حتى خلف الطبيين من اضطرابه ، [ولا يمكنه النزول ، فيشده ، من شدة الحرب ] ، يضرب هذا المثل للأمر الفظيع الفادح الجليل [ ص: 320 ] .

وأما قوله :


فإن كنت مأكولا فكن خير آكل     وإلا فأدركني ولما أمزق

فإن هذا بيت تمثل به لشاعر من "عبد القيس " جاهلي ، يقال له : "الممزق" وإنما سمي ممزقا لبيته هذا ، قال : وقال "الفراء " : الممزق [بالفتح ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية