صفحة جزء
681 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رحمة الله [ ص: 327 ] عليه ] حين أقبل يريد العراق ، فأشار عليه " الحسن بن علي " أن يرجع ، فقال : "والله ، لا أكون مثل الضبع ، تسمع اللدم حتى تخرج فتصاد " .

قال : حدثناه "محمد بن الحسن " عن "أبي عاصم الثقفي " عن "قيس بن مسلم " عن "طارق بن شهاب " عن "علي " .

قال " الأصمعي " : اللدم : صوت الحجر ، أو الشيء يقع بالأرض ، وليس بالصوت الشديد .

يقال منه : لدمت الدم لدما ، وقال الشاعر :


وللفؤاد وجيب تحت أبهره لدم الغلام وراء الغيب بالحجر [ ص: 328 ]

قال : "الأبهر : عرق مستبطن الصلب ، يقال : إن القلب متصل به ، قال " أبو عبيد " : فشبه وجيب القلب بصوت الحجر يرمي به الغلام .

وإنما قيل للضبع : إنها تسمع اللدم ؛ لأنهم إذا أرادوا أن يصيدوها رموا في جحرها بحجر ، أو ضربوا بأيديهم باب الجحر ، فتحسبه شيئا تصيده ، فتخرج ؛ لتأخذه ، فتصاد عند ذلك .

وهي - زعموا - من أحمق الدواب ، ويبلغ من حمقها أن يدخل عليها ، فيقال لها : ليست هذه أم عامر ، فتسكت حتى تصاد .

فأراد "علي " : أني لا أخدع كما تخدع الضبع باللدم .

ويقال : ليست هي أم عامر .

ويقال في التدام النساء : إنما هو مأخوذ من اللدم ، إنما هو افتعال منه .

قال " الأصمعي " : ويقال في غير هذا : لدمت الثوب وردمته : إذا رقعته .

وكذلك قال " أبو عبيدة " في المردم .

[قال ] : ومنه قول الشاعر [ ص: 329 ] :


هل غادر الشعراء من متردم     أم هل عرفت الدار بعد توهم

قوله : متردم ، أي : مترقع مستصلح .

التالي السابق


الخدمات العلمية