صفحة جزء
690 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رحمة الله عليه ] : أنه وكل "عبد الله بن جعفر " بالخصومة ، وقال : "إن للخصومة قحما " .

قال : حدثناه "عباد بن العوام " عن "محمد بن إسحاق " عن رجل من "أهل المدينة " يقال له : "جهم " عن "علي " .

قال "أبو زياد الكلابي " : القحم : المهالك .

قال "أبو عبيد " : ولا أرى أصل هذا إلا من التقحم ؛ لأنه يتقحم المهالك ، ومنه قحمة الأعراب ، وهو : أن تصيبهم السنة ، فتهلكهم ، فهو تقحمها عليهم ، [ ص: 343 ] أو تقحمهم بلاد الريف . وقال "ذو الرمة " يصف الإبل ، وشدة ما تلقى من السير حتى يجهضن :


يطرحن بالأولاد أو يلتزمنها على قحم بين الفلا والمناهل

وقال "جرير [بن الخطفي ] " :


قد جربت مصر والضحاك أنهم     قوم إذا حاربوا في حربهم قحم

وفي هذا الحديث من الفقه : أنه أجاز أن يوكل الرجل غيره بالخصومة وهو شاهد ، وكان "أبو حنيفة " لا يجيز هذا إلا لمريض أو غائب ، وكان "أبو يوسف " و"محمد " يجيزانه ، يأخذان بقول "علي " - رحمه الله - .

التالي السابق


الخدمات العلمية