صفحة جزء
693 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رضي الله عنه - : أنه أتاه قوم برجل ، فقالوا : إن هذا يؤمنا ، ونحن له كارهون ، فقال له "علي " : "إنك لخروط ، أتؤم قوما هم لك كارهون ؟ " .

قال : حدثناه "أبو معاوية " عن "موسى بن قيس " عن أشياخه ، عن "علي " .

قال : وسمعت "محمد بن الحسن " يحدثه عن "موسى بن قيس " عن "العيزار بن جرول " عن "علي " .

قوله : خروط : يعني الذي يتهور في الأمور ، ويركب رأسه في كل ما يريد بالجهل ، وقلة المعرفة بالأمور ، ومنه قيل : انخرط فلان علينا : إذا اندرأ عليهم بالقول السيئ وبالفعل ، قال "العجاج " يصف ثورا مضى في سيره :

فظل يرقد من النشاط

كالبربري لج في انخراط [ ص: 349 ] شبهه بالفرس البربري إذا لج في شدة السير .

وفي هذا الحديث من الفقه : أنه لم يقل له : إنه لا صلاة لك ، ولم يأمره بالإعادة ، إنما كره له ما صنع ، ولم ير أن يحكم عليه باعتزالهم في الإمامة ، إنما أنكر عليه فعله ، فأفتاه فتوى ، ولم يبلغنا أن أحدا حكم بهذا حكما ، ولكن فتيا ، فأما الأذان ، فقد بلغنا فيه حكم .

قال : حدثناه "هشيم " قال : أخبرنا "ابن شبرمة " قال : تشاح الناس في الأذان "بالقادسية " فاختصموا إلى "سعد " فأقرع بينهم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية