صفحة جزء
708 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رحمة الله عليه ] "خير هذه الأمة النمط الأسود ، يلحق بهم التالي ، ويرجع إليهم الغالي " .

قال : حدثنيه "أبو بدر " عن "خلف بن حوشب " عن "الوليد بن قيس " عن "علي " .

قال " أبو عبيدة " وغيره في النمط : هو الطريقة ، يقال : الزم هذا النمط .

قال : والنمط أيضا : الضرب من الضروب والنوع من الأنواع ، يقال : ليس هذا من ذاك النمط : أي من ذلك النوع ، يقال هذا في المتاع والعلم ، وغير ذلك .

والمعنى الذي أراد "علي " أنه كره الغلو والتقصير ، كالحديث الآخر حين ذكر حامل القرآن ، فقال : "غير الغالي فيه ، ولا الجافي عنه " [ ص: 376 ] .

فالغالي فيه : هو المتعمق ، حتى يخرجه ذلك إلى إكفار الناس ، كنحو من مذهب الخوارج ، وأهل البدع .

والجافي عنه : التارك له ، وللعمل به ، ولكن القصد من [بين ] ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية