صفحة جزء
710 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " [رضي الله عنه ] حين أتاه "الأشعث بن قيس " وهو على المنبر ، فقال : غلبتنا [ ص: 377 ] عليك هذه الحمراء ، فقال : "علي " : من يعذرني من هؤلاء الضباطرة ، يتخلف أحدهم يتقلب على حشاياه ، وهؤلاء يهجرون إلي ، إن طردتهم إني إذا لمن الظالمين ، والله لقد سمعته يقول : ليضربنكم على الدين عودا ، كما ضربتموهم عليه بدءا " .

قوله : "الحمراء " : يعني العجم والموالي ، سموا بذلك ؛ لأن الغالب على ألوان العرب السمرة والأدمة ، والغالب على ألوان العجم البياض والحمرة ، وهذا كقول الناس : إذا أردت أن تذكر "بني آدم " ، فقلت : أحمرهم وأسودهم : فأحمرهم : كل من غلب عليه البياض ، وأسودهم : كل من غلب عليه الأدمة .

وأما الضياطرة فهم : الضخام الذين لا غناء عندهم ولا نفع ، واحدهم ضيطار .

قال : ويروى عن "عمر " أنه كتب إلى أمراء الأجناد بالشام : "من أعتقتم من هذه الحمراء ، فأحبوا أن يكونوا معكم في العطاء ، فاجعلوهم أسوتكم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية