صفحة جزء
729 - وقال " أبو عبيد " في حديث " العباس" - رضي الله عنه - وحديث ابنه " عبد الله" في " زمزم": لا أحلها لمغتسل، وهي حل لشارب وبل" [ ص: 31 ] .

قال: حدثنا " أبو بكر بن عياش" ، عن " عاصم بن أبي النجود" ، عن " زر بن حبيش" أنه سمع " العباس بن عبد المطلب" يقول ذلك.

قال: وحدثني " ابن مهدي" ، عن سفيان" ، عن " عبد الرحمن بن علقمة" أنه سمع " عبد الله بن عباس" يقول ذلك.

قال: وحدثنا " يحيى بن سعيد" ، عن " عبد الرحمن بن علقمة" أنه سمع " عبد الله بن عباس" يقول ذلك.

قال: وحدثنا " يحيى بن سعيد" ، عن " عبد الرحمن بن حرملة" قال: سمعت " سعيد بن المسيب" يحدث أن " عبد المطلب بن هاشم" حين احتفر " زمزم" قال ذلك، وذلك أنه جعل لها حوضين: حوضا للشرب، وحوضا للوضوء، فعند هذا قال: لا أحلها لمغتسل.

وإنما نراه نهى عن هذا أنه نزه المسجد أن يغتسل فيه من جنابة.

وأما قوله: " بل": فإن " الأصمعي" قال: كنت أقول في " بل" إنه [ ص: 32 ] إتباع، كقولهم: عطشان نطشان، وجائع نائع، [وحسن بسن] حتى أخبرني " معتمر بن سليمان" أن بل - في لغة حمير - : مباح.

قال: " أبو عبيد ": وهو عندي على ما قال " معتمر" ، لأنا قلما وجدنا الإتباع يكون بواو العطف، وإنما الإتباع بغير واو، كقولهم: جائع نائع، وعطشان نطشان، وحسن بسن، وما أشبه ذلك، إنما يتكلم به بغير واو.

وقد كان بعض النحويين يقول في حديث " آدم" [ - عليه السلام - ] أنه لما قتل أحد ابنيه أخاه، مكث مئة سنة لا يضحك، ثم قيل له: حياك الله وبياك، قال: وما بياك؟ قال: أضحكك".

قال: حدثنيه " يزيد" ، عن " حسام بن مصك" ، عن " عمار الدهني" ، عن [ ص: 33 ] " سعيد بن جبير" ، أو عن " سالم بن أبي الجعد" شك " أبو عبيد " بذلك.

فقال: وما بياك؟ قال: أضحكك. فقوله: بياك: أضحكك يبين لك أنه ليس بإتباع، إنما هي كلمة أخرى.

قال: ويقال: إن بل: شفاء، كما يقال: بل الرجل من مرضه: إذا برأ، وأبل، واستبل: إذا برأ.

قال " أبو عبيد ": ومما يحقق هذا المعنى، قوله في " زمزم": إنها طعام طعم، وشفاء سقم [ ص: 34 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية