صفحة جزء
737 - وقال " أبو عبيد " في حديث " أبي ذر" [ - رحمه الله - ] عند إسلامه، وكان قدم " مكة" هو وأخوه، فذكر أنه كان يمشي نهاره، [ ص: 47 ] فإذا كان الليل سقطت كأني خفاء".

[قال أبو عبيد ] فالخفاء ممدود: وهو الغطاء، وكل شيء غطيته بشيء من كساء أو ثوب، أو غيره، فذلك الغطاء: هو خفاء، وجمعه أخفية، قال " ذو الرمة":


عليه زاد وأهدام وأخفية قد كاد يجترها عن ظهره الحقب

وفي هذا الحديث أنه قال: " نافر أخي رجلا" فالمنافرة: أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه، ثم يحكما بينهما رجلا، كفعل " علقمة بن علاثة" و " عامر بن الطفيل" حين تنافرا إلى " هرم بن قطبة الفزاري" وفي ذلك يقول " الأعشى" يمدح " عامرا" ويحمل على " علقمة" [ ص: 48 ] :


قد قلت شعري فمضى فيكما     واعترف المنفور للنافر

فالمنفور: المغلوب، والنافر: الغالب.

وقد نفره ينفره، وينفره نفرا: إذا غلب عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية