صفحة جزء
746 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] قال: " انتهيت إلى " أبي جهل" يوم بدر وهو صريع، فقلت: قد أخزاك الله يا عدو الله، فوضعت رجلي على مذمره، فقال: يا رويعي الغنم لقد ارتقيت مرتقى صعبا، لمن الدبرة؟ فقلت: لله ولرسوله [ ص: 64 ] .

قال: ثم احتززت رأسه، وجئت به إلى رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ]
قال " الأصمعي": المذمر: هو الكاهل والعنق، وما حوله إلى الذفرى، ومنه قيل للرجل الذي يدخل يده في حيا الناقة، لينظر أذكر في جنينها أم أنثى: مذمر، لأنه يضع يده ذلك الموضع، فيعرفه، قال " ذو الرمة" [يصف الإبل] :


حراجيج مما ذمرت في نتاجها بناحية الشحر الغرير وشدقم

يعني أنها من إبل هؤلاء، فهم يذمرونها، وقال " الكميت":


وقال المذمر للناتجين     متى ذمرت قبلي الأرجل

يقول: إن التذمير إنما هو في الأعناق لا في الأرجل.

وأما المدمر - بالدال - فإنه الصائد يقتر للصيد، يدخن بأوبار الإبل [ ص: 65 ] وغيرها حتى لا يجد الصيد ريح الصائد فينفر، قال " أوس بن حجر":


فلاقى عليها من صباح مدمرا     لناموسه من الصفيح سقائف

وفي حديث " لعبد الله" آخر، أنه لما قال " لأبي جهل" ما قال، قال " أبو جهل": " أعمد من سيد قتله قومه".

يروى ذلك عن " زيد بن أبي أنيسة" ، عن " أبي إسحاق" ، عن " عمرو ابن ميمون" ، عن " عبد الله".

قوله: " أعمد": يقول: هل زاد على سيد قتله قومه؟ : أي هل كان إلا هذا؟ .

يقول: إن هذا ليس بعار.

وكان " أبو عبيدة " يحكي عن العرب " أعمد من كيل محق": أي هل زاد [ ص: 66 ] على هذا؟ بلغني ذلك عن " أبي عبيدة" ، قال: وقال " ابن ميادة المري":


تقدم " قيس" كل يوم كريهة     وينثى عليها في الرخاء ذنوبها


وأعمد من قوم كفاهم أخوهم     صدام الأعادي حين فلت نيوبها

يقول: هل زدنا على أن كفينا إخواننا.

التالي السابق


الخدمات العلمية