صفحة جزء
752 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" [ - رحمه الله - ] :

" عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " الأعمش" ، عن " أبي وائل" ، عن " عبد الله" [ ص: 74 ] .

قال " الأصمعي": يقول: متى يحتاج إليه، وهو من الخلة والحاجة.

قال: وأمل على أعرابي وصيته، فقال: " وإن نخلاتي للأخل الأقرب"

يعني الأحوج من أهل بيته.

وكان " الكسائي" يذهب إلى الخلة، والخلة من النبات، ما أكلته الإبل من غير الحمض.

قال " الأصمعي": والعرب تقول: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها، وهو كل نبت فيه ملوحة، فإذا ملت الخلة حولت إلى الحمض، لتذهب عنها تلك الملالة، ثم تعاد إلى الخلة.

قال " أبو عبيد ": فأراد " الكسائي" بقوله: متى يختل إليه: أي متى يشتهى إلى ما عنده كشهوة الإبل للخلة. وقول " الأصمعي" في هذا أعجب إلي، وأشبه بالمعنى، قال " كثير" [ ص: 75 ] :


فما أصبحت نفسي تبثك ما بها ولا الأرض لا تشكو إليك اختلالها

ويروى: تبثك، وتبثك لغتان: يعني لا تشكو حاجتها.

يقال: أبثثته ما في نفسي وبثثته.

التالي السابق


الخدمات العلمية