صفحة جزء
764 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الله" - رحمه الله - : " لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، من لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، يتهارجون كما تهارج البهائم كرجراجة الماء الخبيث التي لا تطعم" [ ص: 91 ] .

قال: حدثنيه " أبو النضر" ، عن " شعبة" ، عن " أبي قيس" ، عن " هذيل ابن شرحبيل" ، عن " عبد الله".

قال " الأصمعي": قوله: يتهارجون، يقول: يتسافدون.

يقال: بات فلان يهرجها، والهرج في غير هذا: الاختلاط والقتل، وأما قوله: " كرجراجة الماء" فهكذا يروى الحديث، وأما الكلام، فإن العرب تسميه الرجرجة: وهي بقية الماء في الحوض الكدرة المختلطة بالطين، لا يمكن شربها، ولا ينتفع بها.

وإنما تقول العرب: الرجراجة للكتبية التي تموج من كثرتها، ومنه قيل للمرأة: رجراجة، لتحرك جسدها، وليس هذا من الرجرجة في شيء.

وأما قوله: " التي لا تطعم" يقول: لا يكون لها طعم ولا تأخذ الطعم، وهو تفتعل من هذا، كقولك: يطلب من الطلب، ويطرد من الطرد [ ص: 92 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية